الرسول الأعظم
وثاني اثنين عين الله تحرسه في الغار كان مع الصديق
والمشركون مضوا صبحا على عجل عند الشروق على أثارهم سرعا
حتى انتهوا ورأوا في الغار من نسج للعنكبوت تثير الخوف والفزعا
تبدو الحمامة عند الغار من قدم تعني السلام وتهدي الأفق متسعا
أوما الرسول إلى الصديق مبتسما ألا تخف فبيان الله قد طلعا
إن السكينة فوق الغار قد نزلت والمشركون مضوا والكل قد رجعا
جاء الرسول بدين الحق فانصدعت إيوان كسرى ونور الله قد سطعا
والمؤمنون أتوا من كل ناحية والخير جاء ووحي الله قد رفعا
هذا الرسول نبي الله من مضر نورٌ بوجنته كالبدر إذ لمعا
والوحي جاء من الرحمن يقرؤه آياته الغر تمحو الشرك والبدعا
حتى انتهى وكتاب الله مكتمل بالبشر والخير في الميزان قد وضعا
زاد البرية خيراً من فضائله فالعدل ساد وعرش الكفر قد صدعا
لسعد ابن أبي وقاص منزلةٌ عند الرسول مع الفاروق إذ جمعا
أما الزبير له العوام كان أبا في السلم مفخرةٌ للحرب قد دفعا
ما كان حمزة في الإسلام أي فتى بل كان ليثاً وكان السيف إذ قطعا
وعم الرسول وأولاهم بنصرتهِ والمشركون غدو من سيفه قطعا
قد كان خالد والقعقاع يرعبهم فرﱡ الأعاجم والإسلام قد سطعا
ما انفك خالد في اليرموك منتصراً وفي العراق تهاوى الكفر وانصدعا
حنى مضوا وجيوش الروم قد هزمت والنصر جاء من الرحمن متسعا
أما عليٌ فإن الله كرمه ما كان يوماً إلى الأصنام قد ركعا
وحين جاء أبو ذرﹴ يبشرهم بفتح مكة غاب الشرك منصدعا
أم أن عثمان كان الخير في يده جمع الكتاب بأمر الله قد جمعا
كم من شهيدﹴ لهﹸ في الدين مفخرةﹲ لله مرجعهﹸ للحق قد ركعا